مالا يعرفه بعض المغاربة عن أندري أزولاي المناضل
صُدِمنا و نحن نسمع بعض الجانحين و هم يتهجمون على السيد أندري أزولاي خلال المسيرة الضخمة لمساندة القضية الفلسطينية بالرباط يوم أمس، من خلال شعارات عنصرية تطعن في وطنية الرجل، لكن سرعان ما تدخل المنظمون لعزل هذه الفئة القليلة التي تحاول بشتى الاشكال خلق الفتنة ببلدنا. و بما ان معظم هؤلاء كانوا شبابا مغرر بهم، و يجهلون الكثير من الوقائع التاريخية، فلا بأس أن نزودهم ببعض المعطيات عن تاريخ بلدهم
فما يجهله هؤلاء أن أندري أزولاي كان مناضلا و صحفيا في بداياته، و ناضل من أجل الحقوق و الحريات منذ سنة 1963 وهو في سن 22 سنة فقط حيث كان يشتغل بجريدة يومية
إقتصادية اسمها Maroc-Informations، ليصبح رئيس تحريرها، وهي الجريدة اليومية الإقتصادية الوحيدة في المغرب آنذاك، وقد استمر في مهمته تلك حتى سنة 1966. ليهاجر الى فرنسا ويشتغل مع المجموعة البنكية باري با (Parisbas)، وداخل هذه المجموعة تدرج في مختلف المسؤوليات حتى وصل إلى منصب نائب رئيس المجموعة، وذلك قبل أن يغادر المجموعة سنة 1990. قبل أن يتم تعيينه سنة 1991 من طرف الملك الراحل الحسن الثاني مستشارا ملكيا مكلفا بالملفات الإقتصادية والمالية،
و ما يجهله هؤلاء كذلك أن أندري مغربي قح أبا عن جد، ولد في يوم 17 أبريل 1941 بمدينة الصويرة، وينتمي إلى أسرة يهودية مغربية عريقة وكثيرة الأعلام، ولقبها “أزولاي”، مقتبس من كلمة تازولت الأمازيغية، وهي مادة الكحلة التي تكتحل بها النساء أعينهن، و يوجد العديد من أفراد عائلة أزولاي في عدة مدن مغربية كصفرو وسلا ومراكش والصويرة. ومن الأسماء التي برزت في أسرة أزولاي اليهودية المغربية نذكر: أبراهام أزولاي وابنه مردخاي وحفيده أبراهام بن مردخاي، ومسعود أزولاي، وحيون يوسف أزولاي وهو أحد حفدة أبراهام أزولاي، كما نجد شلوم أزولاي وصامويل أزولاي وإسرائيل أزولاي وغيرهم كثير. أما والده أندري أزولاي فقد يشغل وظيفة داخل ميناء الصويرة قبل أن يتم طره من قبل سلطات الإحتلال الفرنسي لكونه يهوديا. لكن رغم ذلك رفض الهجرة إلى فلسطين و ظل متشبيا بأرضه و مغربيته، رافضا كل الاغراءات التي كانت تطرح على اليهود المغاربة في تلك الحقبة الصعبة التي هاجر فيها الآلاف من اليهود المغاربة تحت التهديدات و المخاوف خلال الحرب العالمية الثانية
و ما يجهله هؤلاء، أن أندري و هو مهاجر مغربي بباريس، قام إلى جانب عدد من الشخصيات من أصول مغربية وعربية سنة 1973 بتأسيس جمعية “هوية وحوار”، واحدة من أولى جمعيات المثقفين اليهود المنحدرين من أصول مغربية وعربية، والتي دعت إلى الإعتراف بدولة فليسطينية على حدود 1967.ليشغل بعد ذلك منصب مستشار ملكي منذ 1991 إلى اليوم، ومن موقعه كمستشار ملكي أشرف وواكب الكثيرمن الاصلاحات الإقتصادية والمالية التي عرفها المغرب خلال بداية تسعينيات القرن العشرين، وخاصة ملف الإستثمارات الأجنبية بالمغرب، ومسلسل خوصصة عدد من المؤسسات العمومية. كما أنه اشتغل إلى جانب الملك بشكل نشيط في ملف ما سمي بمسلسل السلام في الشرق الأوسط
و أخيرا، و ما يجهله هؤلاء، أن أندري أزولاي متزوج من السيدة كاتيا ابنة مدينة الصويرة، والتي أنجب معها ابنته أودري أزولاي، التي تشغل منذ 2022 الى اليوم منصب رئيسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم الثقافة (اليونسكو)، وقد سبق لها أن شغلت أيضا عدة مناصب حكومية في فرنسا.
فكل التضامن مع السيد اندري أزولاي، و من خلاله مع اليهود المغاربة الذين يعتبرون جزأ لا يتحزء من الشعب المغربي
محمد قنديل