مازالت مشاكل مغاربة العالم تطفو على السطح كلما سنحت الفرصة لمناقشتها ,غير ان تقييم وضعية الجالية المغربية وتحديد اهتماماتها ,يبقى موضوعا جدليا غير قابل للتخمينات لذلك كان من باب اولى ان يتم اخذ بعين الاعتبارموقع هذه الجالية واحتياجاتها حسب لجنة تكون منهم لكي تغلق الباب عن جميع الاستراتيجيات التي تجلب الوبال على الجالية, لان الدواء الشافي يثمتل في معرفة اعراض المرض ولان المرض مزمن يستدعي عملية قيصرية ,لامهدئات يصفها كل من سمح له الامر الدخول لهذا المجال لذلك فان مشاكل مغاربة العالم هي مشاكل وجودية تعد البيروقراطية جزءا منها فقط ,لذلك فان اختصار موضوع مغاربة العالم في المسائل الادارية والقنصليات المغربية هو تحصيل حاصل بل هو اقل المشاكل ضررا ,ولايجب ايهامنا ان هو لب الموضوع هناك مشاكل وجودية تجعل ارتباط الاجيال االجديدة بوطنها الام اشبه بالمستحيل ,وذلك لان الوضع العام ينذر بالكارثة في هذا المجال وكل المساحيق التي تريد الحكومة والبرلمان تجميل وجهها بها , من خلال الانكباب على حل مشاكل الجالية ستتلاشي مع اول هبة رياح قوية ,اول مايستدعي الاستغراب هو الصورة التي رسمها البرلمانيون المغاربة للجالية وهي صورة نمطية تصورهم على انهم ضحايا مغلوبيين على امرهم ينتظر من يخلصهم من براثن الضياع, لكن الامر عكس ذلك لان الجالية بغض النظر عن كونها تساهم بقسط وافر من الاقتصاد الوطني فانها تشكل في حدود كثيرة سياسة بلدان الاستقال والغريب ان هذه الجالية نفسها هي من تحرم من حقوقها السياسية وهذا يشكل اول مشكل عويص يصادف هذه الجالية مما يجعل الكثيرين ينفرون من العمل السياسي المغربي ويجدون انفسم في اغلب الاحيان متفرجين على واقع هم بالطبع جزء منه لكن مع الاسف خارجهلذلك يتم تعويض هذا الحق بحسن الاستقبال وبعض الامتيازات التي في الغالب يتم الانقلاب عليها وهذا بالطبع افراغ للوطن من محتواه يجعل من المغرب في الاخير قبلة سياحية وليس وطنا , وبالطبع حينا تستثني التشريعات والقوانين مايناهز ملايين مغربي في الخارج فانها الكارثة مثلا مشاكل النساء المطلقات اوالمتخلى عنهم فانهن خارج لتشريعات بل خارج هذا العالم حينما تريد اغلب النساءانجاز جواز السفر لابنائها فانها مطالبة باحضار الزوج الذي في الغالب يكون مجهولالوجهة ومع ذلك يستوجب انجاز جواز السفر حضوره حتى وان كان في القبر ناهيك عن التعديلات التي تضيفها منذوبية النقل على رخص السياقة والتي من خلالها عملية تغييررخص السياقة والتي تحول دون امكانية تغييررخص السياقة لمغاربة العالم وهذا ماحصل مؤخرا في ايطاليا حيث تعرض محموعة من مغاربة ايطاليا الى ردة قانونية تم من خلالها سحب رخص السياقة الخاصة بهم بعدمامنحتها اياهم السلطات الايطالية ولم يناقش هذا الامر في البرلمان لانه ببساطةلااحد من اخواننا البرلمانيين يعلمون شيئا عن هذا الموضوع وبالتالي يؤثر هذاالمشكل البسيط في نظر البعض يؤثر بشكل مباشرعلى مستقبلهم العملي ولاحياة لمن تنادي ,هذا فيض من غيض والبداية الصحيحة هي ايجاد استراتيجية فعالة للوقوف على المشاكل الحقيقية اما بخصوص جلسة البرلمان التي كان ضيفها السيد ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي فهي نسخة مكررة من اسطوانة مشروخة نادى صاحب الجلالة الملك محمد السادس بشكل مباشر بتغيرها بخطابة الشهير سنة 2015 لم يفعل شيء من ذلك او يبدو الامر كذلك. في الحقيقة ,اعجبني السيد ناصر بوريطة في ردوده المتزنة وفي تصوره لمشتكل للجالية وخصوصا حينما لم يربط المواطنة بالعملة الصعبة وبدى متمكنا من ادواته غير ان ما ينقصه منيعمل بجانبه على مستوى التواصل والتنظير كان الله في عون الرجل الذي يحقق نجاحا على ىمستوى القضية الوطنية الصحراء المغربية وافتتاحه للعديد من القنصليات في جنوب المغرب باوامر ملكية سامية لكن بموازاة مع ذلك بجب الالتفاة لمشاكل مغاربة العالم التي تحتاج ثورة قانونية تجعلهم جزءا من مشروع المغرب الرائد كما تحتاج شجاعة مهنية بالاضافة الى حماية كل من يشتغل في هذا الميدان لان القتاصلة والسفراء ليست لهم الحرية وطبعا اقصد القانونية في اتخاذ بعض القرارات مما يجعلهم رهينة مزايدات مهنية وعلى مايبدو لن تحل مشاكل مغاربة العالم لابالرقمة ولاباصلاح بنايات القتصليات المغربية في العالم
يوسف بوجوال
كاتب صحافي مختص في شؤون الهجرة