إيران تستهدف أفريقيا وتتجاهل الغرب
سعاد السباعي
يقوم الرئيس الإيراني رئيسي بتقليص العلاقات مع القوى الغربية مع تعزيز الالتزام وإبرام اتفاقيات مع مختلف الدول الأفريقية، للحصول على الدعم في الأمم المتحدة وتجنب العقوبات الغربية
علاوة على ذلك، دعمت إيران، من خلال حزب الله، الجماعات المتطرفة في العديد من المناطق الأفريقية، كما هو الحال في الصحراء الغربية مع جبهة البوليساريو، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب
وتشارك إيران في عمليات تجنيد وتدريب مماثلة لجماعات مسلحة في عدة دول، بما في ذلك الكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغانا والنيجر
وقد تم تسليط الضوء على تورط إيران غير المباشر في الحرب المستمرة في منطقة تيغراي بإثيوبيا من خلال تزويد القوات الجوية الإثيوبية بطائرتين مقاتلتين على الأقل، مما ساهم في الهجمات التي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين وإلحاق أضرار بالبنية التحتية
أن مشاركة رئيسي مع أفريقيا من المرجح أن تثبت استمرارها وناجحها .. وعلى المدى القصير، يمكن للنظام الاستفادة من تركيزه الجديد على القارة بطريقتين:-
– أولا، من خلال توسيع التجارة، والتي بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الأخرى غير الغربية ، التي تأخذ دورًا حاسمًا في حماية القارة والاقتصاد الإيراني من الانهيار الحتمي في ظل العقوبات الغربية
وفي حين أن هذا التعاون قد لا يكون كافياً لمعالجة الأزمة الاقتصادية بشكل كامل، فإنه يلعب دوراً حاسماً في منع انهيار الاقتصاد على نطاق أوسع وأكثر كارثية، وهو هدف حيوي لقادة النظام
– ثانياً، يمكن أن تكون زيادة التجارة مع الدول الأفريقية مفيدة في تسهيل الجهود الإيرانية لتطبيع التعاون الاقتصادي مع بعض الدول غير الغربية، على الرغم من العقوبات الأمريكية
ومع التوسع السريع للتجارة مع أفريقيا ، تستطيع القيادة الإيرانية أن تتطلع إلى تكرار هذا النجاح مع بلدان أخرى
وقد يؤدي هذا في نهاية المطاف إلى ترسيخ اعتقاد النظام بأنه لا توجد حاجة ملحة لتسريع العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة أو التوصل إلى أي اتفاق مع الغرب . وهذا يعزز وجهة نظر القيادة الإيرانية بأن الغرب، وليس إيران، هو الذي يحتاج بشكل عاجل إلى التوصل إلى اتفاق